الغجر غيبهم القانون ونبذهم المتدينون وحكم المجتمع عليهم بالإعدام:

صابرين كامل ضيدان // 


الغجَر أو الكاولية ومفردها كأولي (وهو ما يطلق عليهم في العراق) هم مجموعة سكانية عراقية تنتمي إلى مجموعة الشعوب الغجرية التي تعود جذورها إلى شبه الجزيرة الهندية ودلتا السند. يشكل الغجر العراقيون أو الكاولية  أقلية عرقية في ألعراق استناداً لبعض المصادر كان عددهم في 2005 يتراوح إل ألف نسمة.[1] ويسكنون في قري وتجمعات بشرية عادة ما تكون منعزلة على أطراف المدن والبلدات. حيث توجد للكاولية تجمعات سكانية في بغداد والبصرة ومحافظة نينوى، إضافة إلى بعض القرى في سهول جنوب العراق في المثنى، والديوانية و مما تجدر الاشارة له أن كنعان، و هي إحدى مدن محافظة ديالى، تعتبر أهم موطن للغجر في العراق وغيرها.
.
يطلق العراقيون على أقوام الغجر التي تسكن العراق تسمية (كاولية )، وهذه الكلمة ترتبط في ذهن وسلوك العراقي بالرقص والغناء والبغاء. وفي غالب الاحيان يرحل العراقي الباحث عن اللذة الجنسية الى اماكن تواجد الكاولية او( النور ) كما يطلق عليهم ايضا، بخفية وسرية عجيبتين خوفا من الفضيحة، ذلك ان الغجر غالبا مايعيشون في تجمعات سكانية على مقربة من المدن الكبيرة
وبالرغم من أن العراقي ينظر الى هذه الفئة بعين الغمز فانه لايستطيع ان يتخلى عن دورها، واستطاع الفن الغجري ان يكسب اهتمام العراقيين ودخل الفن الغجري الاذاعة والتلفزيون بسبب الاهتمام الشعبي الكبير به وعلى وجه الخصوص في مناطق الريف العراقي، وكان العراقيون قبل ظهور التلفزيون يدعون الغجر لاحياء حفلات الزفاف أو مناسبات ختان أولادهم الذكور على الهواء الطلق حيث يقدمن الكاوليات الرقص والغناء لقاء مبلغ محدد.
ويبقى الغجري العراقي مواطنا له كل الحقوق والواجبات، وليس لاحد الحق في ان يمنعه عن ممارسة عاداته وتقاليده ويمتهن المهن التي يكسب منها قوته اليومي.
كلمة الكاولية لها مدلولات عدة فقد حرفها الفرس من كالبه الى كاوليه تضاربت آراء المؤرخين والباحثين بالغجر او الكاولية ..
بعد أن تضاربت أراء المؤرخين والمهتمين بالغجر وهم يبحثون في بطون القصص والأساطير التي تحكي عنهم سعيا للوقوف على أصلهم، اتفق علماء الغجريات على الأصل الهندي للغجر وهذا ما يؤكده بشرتهم ولون عيونهم وقوامهم التي تشبه سكان جبال الهند وأفغانستان،واستنتج علماء الغجريات ايضاً ان الغجر قدموا من الهند هرباً من الغزوات البربرية التي اجتاحت الهند ، اذ لم يتحملوا موجات الغزو هذه، لذا غادرت قبائلهم هذه البلاد متجه نحو المجهول وحينما يأخذ الباحث على عاتقه مهمة تتبع اثار الغجر منذ زمن بعيد، لابد وان يقع في بعض الالتباسات التي من شأنها ان تثير الشك ، اذ ان هناك شعوباً وقبائل لم يعرف نشؤها بصورة دقيقة ، وهذا ما ينطبق على الغجر واصلهم ، وبعد ان تقاطعت الاراء فهناك من ظن انهم قد وفدوا من بلاد مابين النهرين واخرون افترضوا انهم من مصر او شمال افريقيا او اثيوبيا، الا ان علم التاريخ وسلالة الشعوب استطاع في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ان يجزم بشكل قاطع على الموطن الاصلي للغجر هو الهند ، وبالرغم من صعوبة تقرير الحدود الفاصلة للتصنيف العرقي للغجر الا انهم مع هذا يعتبرون ذوي اصل مشترك متجانس التكوين في تقاليدهم وعاداتهم واعمالهم ولم يتردد بعض الباحثين في اعتبار الغجر من سلالة قابيل، في حين ذهب المستشرق(توماس اكتون) إلى أن الغجر أناس متفرقون وليس مجموعة واحدة وقد جاؤا إلى العراق بموجات متتالية وهم خليط من مجموعات بشرية مختلفة نتيجة اختلاطهم بكثير من المجتمعات قبل استيطانهم بالعراق وبعده.

. ان"الغجر في العراق، بلا حقوق، يعانون من ظروف اجتماعية  صعبة وقاسية، وأغلب أفراد المجتمع يتهمون الغجر بانهم السبب وراء الظواهر السلبية في المجتمع". ان "تصرفاتهم تعكس صورة سلبية عن المجتمع العراقي وهناك من يطالب بعزل الغجر عن المجتمع تماما،  وهو أمر ساهم بإمتهان هذة الفئة، جعلهم يلجأون إلى التسول و مهن أخرى يعيبها مجتمعنا في العلن ثم يسعى الكثير إليهم في الخفاء".
 ان"نظرة المجتمع القاصرة لهؤلاء تزيد من معاناتهم، وتهمش حقوقهم، ولعل تجاهل وجودهم يشرعن نظرة المجتمع الدونية لهم، وسيكون لإهمالهم عواقب وخيمة، وعلى الدولة وكذلك المثقفين تلافي ذلك".

وتابعت القول إن" إختلاف الغجر لا يعطي الحق لأي فرد أو جهة أو جماعة بإن تنتهك إنسانيتهم، أو تعطي الحق بابعادهم عن المجتمع او نبذهم، كون الدولة ملزمة بتوفير وسائل العيش اللازمة لهم، ومنحهم الحق في التعليم والعمل و السكن والرعاية الصحية،  و بدلاً من أن يكونوا فئة مستهلكة سيصبحون فئة منتجة و مشاركة في بناء البلد،  خاصة وانهم مواطنين عراقيين، لهم الحق في الانتخاب و الاختيار ، برعاية الدستور الذي كفل حقوق الجميع، والذي نص على ان العراقيين متساويين في الحقوق والواجبات".
post-edit

ليست هناك تعليقات: